أحشفا وسوء كيلة...!!؟

يا أباعبدالحق الكوردي

* المن دناءة ولؤم، وقبل ذلك محرم وكبيرة يا دكتور عبداللطيف الكوردي ----------

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، اما بعد:

فقد اطلعت على مقالة مختصرة لأبي عبدالحق الكوردي المفتون يسئ فيها الأدب - كعادته- مع الشيخين الفاضلين [ عبدالله الظفيري و رائد ال طاهر ] حفظهما الله تعالى، وقد عنون مقالته الشانئة بوصف الشيخين بأنهما متعالمان مغروران...!!؟؟

ومتحدثا في طياته -غامزا- عن الاخوة العرب المهجرين، مانّا عليهم بما لم يفعله...!؟

فلم أجد لي مناصاً -بعد اطلاعي عليها- إلا أن أقف على مقالته بعض الوقفات, تبياناً للحقيقة, وذباً عن عرض المشايخ وطلاب العلم السلفيين, ودفاعاً عن إخواني -العرب- النازحين والمهجرين من مناطقهم مجبرين مُكرهين, فارّين بدينهم وعرضهم وأنفسهم حفظهم الله تعالى أينما حلوا وارتحلوا, ووفقهم لكل خير وبر , فأقول مستعيناً بالله تعالى وحده:-

أولاً: تقول ((بين المتعالمين المغرورين رائد ال طاهر وعبدالله الظفيري في شروط قبول التوبة ممن كانوا مع أبي عبدالحق)).

إن قولك -يا أبا عبدالحق-عن الشيخين الفاضلين ووصفك لهما بالمتعالمين المغرورين سوء أدب وتهور وظلم ستُحاسب عليها يوم القيامة, بل أنت الأولى بتلكم الأوصاف, وما موقفك وردودك ومجادلاتك وصولاتك وجولاتك السيئة مع مشايخنا الكبار إلا دليل ساطعٌ على تعالمك وغرورك ونظرتك الفوقية لنفسك, والدونية لغيرك, ولكل من رد عليك أو انتقدك والأدلة كثيرة وقد نشرت تلكم التعالم والتعالي والغرور التي وقعت فيها في ردود السلفيين عليك.

*ولكن لا غرو أن تصف الشيخين الفاضلين بذلك..!؟ فأنت قد قلت في الشيخين الوالدين ربيع بن هادي وعبيد الجابري أسوأ من هذا... ولم تكتف بهذا بل حرضت شبابك ومتعصبيك على إساءة الأدب مع العلماء الكبار ..!؟ لكنك عاق كذاب خائن؛ ويصدق فيك قول الشاعر في عقوقك لمشايخنا الكرام- الذين هم كالوالد لنا- وسوء تجنيك وتعاليك عليهم بعد ان تعلمت منهم وأخذت التزكيات منهم:

فلما بلغت السن والغاية التي إليها مدى ما كنت فيك أؤمل

جعلت جزائي منك هجراً وغلظة كأنك أنت المنعم المتفضل

وسميتني باسم المفند رأيه وفي رأيك التفنيد لو كنت تعقل

فليتك إذ لم ترع حق أبوتي فعلت كما الجار المقاصب يفعل

فأوليتني حق الجوار ولم تكن علي بمال دون مالك تبخل

والله المستعان

ثانياً: قولك: ((يريد بعض الناس أن يقنعوا أنفسهم و يقنعوا الشباب بأن أبا عبدالحق ترك المنهج السلفي،وصار في زمرة الرافضة والصوفية والاخوان!)).

اقول: لم يقل أحد بأنك صرت في زمرة الرافضة وهذا كذب وافتراء منك .. أما تركك للمنهج السلفي, فمواقفك ومقالاتك ودروسك واعترافاتك و , و , و , .. الخ, كلها تشهد على ذلك .. وعندما قال الشيخ الوالد ربيع عنك بأنك تركت المنهج السلفي فقد أصاب -حفظه الله- كبد الحقيقة؛ ألم تقل -مقرا ومعترفا ونادما-بتركك المنهج الذي كنت عليه:

((أني كان على عيني غشاوة والآن انزاحت عني وانكشفت اني كنت متشددا واني عرفت الآن ان الذين تلكم فيهم العلماء كانوا مظلومين)) (!).

الم تقل البارحة : بأنك نادم على ما كنت عليه ...!؟

ثالثاً: تقول ((وبناء على هذا يطلبون من محبي أبي عبدالحق التوبة ، (وكأنما ارتد أبو عبدالحق أو ابتدع)).

أقول: لم يقل أحد أنك صرت مرتداً .. فلا تصور القضية هكذا, ولكنك انتكست وابتدعت بلا شك ولا ريب..!؟ وليست التوبة والتراجع فقط للمرتدين والمبتدعين يا أبا عبدالحق!!؟؟

رابعاً: تقول: ((والذي فتح مكتب قبول توبتهم شخصان)).

أقول: لم يفتح أحد مكاتب لقبول التوبة, ودع عنك هذا الاسلوب التهكمي الاستخفافي, فالتوبة والتراجع عبادة من العبادات؛فلا تتكلم عنها بهذا الاسلوب التهكمي!؟

خامساً: ((والذي فتح مكتب قبول توبتهم شخصان هما سبب الفتنة والفرقة في العراق)).

تتهم الشيخين الفاضلين [عبدالله الظفيري - رائد آل طاهر] بأنهما سبب الفتنة والفرقة في العراق (؟!!). وهذا كذب وافتراء منك يا أبا عبدالحق, بل الفتنة والفرقة في العراق وكوردستان كانت بسببك أنت فقد فرقت السلفيين وجعلتهم شذراً مذراً, فما من قصبة أو مدينة أو منطقة زرتها إلا وقد فرقت بين السلفيين هناك, وأنت تعلم حينما كان الشيخ الظفيري يزكيك كانت الفرقة والاختلاف والفتنة قد حصلت, وكنتم تنشرون تزكيته في كل الأماكن والمواقع .. والآن وبعد أن انتقدكم أنهالت عليه الافتراءات والكلمات البذيئة والطعونات الظالمة بحقه -حفظه الله تعالى-. [راجع المقالة التي كتبها بعض طلاب العلم الأكراد في الدفاع عن الشيخ الظفيري].

وأذكرك يا أبا عبدالحق بقولك لأبي قاسم يوسف بن عبدالله الغنام : ((فانحرافكم وتغَيُّرُكم هو الذي فرّق بين الشباب وليس إنكارنا لمنكركم المحدث ورَدّنا عليكم ونصحنا لكم ولكنكم لا تفقهون بل صرتم معجبين بآراءكم ومتبعين لأهواءكم ومحتقرين لمن كانوا من علمائكم)) (!!). [ الجواب الصريح لمن بدّل المنهج الصحيح (ص 833)]. 

فانحرافك وتغيرك هو سبب التفرقة والفتنة ..

وخذ الثانية ألست القائل في كشفك (ص56) مفتخرا بالشيخ الظفيري: ((ولقد دَرسَ الشباب في كركوك كتاب ( حقيقة المنهج السلفي ) للشيخ عبدالله الظفيري ثلاث مرات)).

سادساً: تقول أن الشيخ رائد آل طاهر قد (( وضع شروطا قاسية)) (؟!). وهل يجوز وصف تلكم الشروط بالقاسية يا أبا عبدالحق ؟! الشيخ رائد ما تشدد ولم يقسوا, بل ذكر الشروط التي يجب على كل تائب ومتراجع أن يطبقها [ كالتوبة - والندم -والاصلاح - والبيان - والاعتذار], والشرطان الآخران وهما:

1- بيان انحراف عبداللطيف: فهذا يقصد ويعني بهما من دافع عنه -وعن علم- طيلة هذه السنين وله دعوة ونشاط وتلاميذ, وأثّر على الآخرين وكان سببا في إطالة هذه الفتنة وسببا في إفساد الكثير من الاخوة السلفيين ... نعم هذا عليه أن يبين أنه ترك أبا عبدالحق ويبين انحراف أبي عبدالحق ..

2- ألا يتصدروا في المجالس: هذا واضح جداً نصبر عليهم إلى مدة حتى يتبين لنا صدقهم وصوابهم, ويعني بهؤلاء -أيضا- الذين عندهم دعوة ونشاط ودفاع مستميت عن الدكتور المفتون أبي عبدالحق الكوردي, وكان لهم تأثيرهم الواضح على الدعوة في كوردستان وعلى الشباب السلفيين عموماً, فالآية واضحة وهي قوله تعالى: ﴿ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾.

فالذين كانوا مع أبي عبدالحق ويدافعون عنه ويتعصبون له أصناف, وهم كالآتي:-

أصناف أتباع أبي عبدالحق:

1- صنف من الذين اتبعوه ودافعوا عنه لحسن ظنهم به لأنه كان مزكى من قبل العلماء وله دعوة, وهؤلاء مستواهم العلمي لم تكن بالدرجة التي تؤهلهم لكي يتنبهوا ويتفطنوا لأخطاء وطامات عبداللطيف الكوردي -فهؤلاء معذورونإن شاءالله-؛ لأنهم مستواهم العلمي ضعيف, وبعضهم يعتبر عواما..

2- الذين دافعوا عنه وعن أخطائه وضلالاته, وكانوا يعلمون فداحة تلكم الأخطاء فدافعوا عنه ومنهجه, عن علم ... ولم يكتفوا بذلك بل ردوا على مخالفيه بردود كثيرة, وكانت لهم صولات وجولات بل اتهموا الاخوة الذين وقفوا في وجه عبداللطيف الكوردي وردوا على أخطائه واتهموهم بأنهم حدادية أو يسيرون على مسلك الحدادية وعندهم شدة وتهور ..الخ وكل هذا التبديع والتجريح كانت علناً ومنشوراً ومبثوثاً في منتدياتهم ومواقعهم في وسائل التواصل الاجتماعي. والداهية الكبرى أنّ هؤلاء ربّوا الشباب على هذه الطامات التي وقع فيها الدكتور وكلها أخطاء وشبهات عقدية ومنهجية فادحة.

3- وصنف لهم أخطاء منهجية بداهةً ولا يصلحون للدعوة سواء بسبب مستواهم العلمي أو لوقوعهم مثل الدكتور في أخطاء عقدية ومنهجية, فتقوية لأنفسهم ركبوا الموجة مع أبي عبدالحق فزادوا ضلالاً على ضلالهم.

4- وصنف من الذين ألصقوا التهم بالاخوة السلفيين وسبوهم وشتموهم وتكلموا في عرضهم وفي عرض أهاليهم .. ؟!

فيا ترى هل كل هؤلاء لا يجب عليهم أن يتبرءوا ويتراجعوا علناً .. ألا يجب عليهم أن يتحللوا من اخوانهم السلفيين ..؟! وأليس هذا حقا من حقوقهم ..؟! - خاصة الذين بدعوهم. - والذين أصلوا وقعدوا لشبهات الدكتور. - والذين تكلموا في عرض الاخوة السلفيية ؟!

فائدة/ سئل الشيخ العلامة عبيد الجابري - حفظه الله-  في قوله تعالى { الا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا} ما هو شرح الآية في ضوء المهجور الذي يدعي التوبة والقرائن تدل على عدم توبته وانه لم يبين هل ينظر إلى أفعاله أم يكتفي بأقواله وخصوصا أن الأقوال عامة دون أن يبين تفصيل أخطاءه رغبة منه في فك الهجر عنه؟

فأجاب الشيخ حفظه الله : (( الآية عندنا على ظاهرها. أن يصلح حاله بالاستقامة على خلاف ما كان عليه من انحراف وان يبين خطؤه وذلك بان يعترف انه اخطأ يعلن التوبة عن ذلك الخطأ وان يبين الحق الذي يجب عليه لله ديانة )).

توضيح لابد منه:

لم يقل أحد من الاخوة السلفيين بأنه يجب على كل من كان مع الدكتور أن يكتب بياناً ويتراجع وينشره ..و..و..و الخ. بل هذا تدليس وتمويه لمعنى في قلوب الذين ينشرون هذا الكلام -والله المستعان-, ولا أدري لمصلحة من ينشرون هذا الكلام هنا وهناك ..!؟ فليعلم هذا.

سابعاً: الشيخ رائد محقٌ في تسميته لمن لم يلتزم بشروط التوبة لعاباً كذاباً .. ولا ضير في ذلك ألبتة لسببين:-

1- قد رأينا وجربنا من هؤلاء الكثير من الكذب واللعب والخداع.

2- استفدنا من مشايخنا ومن تراث السلف الصالح أن الكثيرين من التائبين يخادعون ويثيرون الفتن, وها هو الشيخ ربيع يقول كلاما يعتبر درراً في هذا الباب ودرساً لنا جميعاً في الحذر من هؤلاء التائبين: ((والله نحن نفرح بالتوبة ونشجع عليها ولكن قد لدغنا كرات ومرات من كثير ممن يدعون التوبة ثم يظهر عدم صدقهم ويظهر مكرهم فإذا تاب وأناب وظهرت توبته بعد مدة فالحمد لله هو أخونا ويستعيد مكانه وإن ظهر الأمر الأخر كنا قد أخذنا حذرنا منه )). [شريط" الألباني إمام في السنة"].

ثامناً: لا يوجد تخفيف ولا تسهيل فهذا دين, الشيخ رائد استدل بكلام قيم لابن القيم بخصوص التوبة ولكنك -وهذا ديدنك- لم تقبل كلام ابن القيم كما لم تقبل كل النصائح والتوجيهات من المشايخ الكبار وراوغت ودلست وكذبت ... حتى صرت السبب في تلكم الفتنة المدلهمة في العراق, وبصراحة ما أخطأ من وصفك بأنك [حلبي العراق].

تاسعاً: تستهزئ بالشيخين الفاضلين وتضحك كما استهزأت وأعلنتها صراحة في جلستك في قرية [كؤبتةبة] وقلت بأنك تسخر من أقوال وكلام العلماء فيك ...؟! والله أتعجب من جرأتك أمام المشايخ الذين كانوا لك كالأب الحنون, لكنك عاقٌ -خائنٌ- لئيم ... الخ. وهذه لك .. ولكن لا حياة لمن تنادي:

وَإذا أشَارَ مُحَدّثاً فَكَأنّهُ * قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجوزٌ تَلْطِمُ

يَقْلَى مُفَارَقَةَ الأكُفّ قَذالُهُ * حتى يَكَادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمّمُ

وَتَراهُ أصغَرَ مَا تَرَاهُ نَاطِقاً، * وَيكونُ أكذَبَ ما يكونُ وَيُقْسِمُ

فهنيئا لك ضحكاتك واستخفافك ومنهجك الجديد الاوسع الافيح الاشمل...!؟

عاشراً: أنت تطلب من منتقديك التوبة وترك الافساد والتفريق والغلو ... !! يا سبحان الله, صدق من قال [ رمتني بدائها وانسلت]. بعد كل ما جنيته على الدعوة السلفية من فتنة وتفرقة وتشغيب وجنابة وإفساد وإضلال وتشويه ... الخ. [ أحشفا وسوء كيلة ]

تطلب من غيرك التوبة والتراجع , بل أنت تب وتراجع وأصلح ما أفسدته إن كنت صادقاً .. ؟! ولكن هيهات .. هيهات.

حادي عشر: نعم أصحابك ومتعصبوك والذين غلوا فيك لن يتركوك ولن يستمعوا للمشايخ, صدقت في هذا -وقد يصدق الكذوب- ولكن ليعلم الجميع أن هذه ثمار دعوتك في كوردستان ربيت الشباب على التعلق بنفسك -فقط- ومن ثمارهم تعرفونهم, وبصراحة أنا منذ سنين أقول وأصرح بأن الدكتور أبا عبدالحق يربط الشباب بنفسه ولا يربطهم بالعلماء الكبار, ونحن نعلم بأنك قد أسست وقعّدت قاعدة جماهيرية -غوغائية عمياوية- لنفسك, على شاكلة القائد المفدى والزعيم الأوحد والفارس المغوار, وزعيم السلفيين, والإمام, وحامل الراية ..الخ

ألقاب مملكة في غير موضعها * كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد

فأنت لست مع العلماء الكبار حاشا وكلا .. أنت مع الشهرة والظهور والجماهير ...الخ.

ثاني عشر: والذي رفع السماء بلا عمد اكتب هذه الوقفة وأنا خجلٌ..!؟

يتحدث ابوعبدالحق عن الاخوة النازحين والمهجرين الذين أتوا إلى كوردستان...!؟

ألا تستحي يا دكتور تتكلم عن الاخوة الذين تركوا الديار والأوطان والأهل والخلان مجبرين مكرهين مرغمين .. ؟! ماذا تريد منهم؟, هل فعلوا منكراً, أم اعتدوا على أحدٍ ؟! هؤلاء هاجروا في سبيل الله وفي سبيل الحفاظ على دينهم وعرضهم وأهاليهم وذرياتهم .. ؟!! بالله عليك ألا تخجل أنت وحليفك و وزيرك في الضلالة والكذب وفي المن على الآخرين أعني ذياكم الكذاب [عبدالله زنكنة] الذي مَنَّ على أحد الاخوة لأنه أعطاه بعض الأموال قرضاً ... وتحدث عن ذلك وعن بعض كيلوات الأرز والطحين ...الخ

ألا تعلم يا عبداللطيف الكوردي أن المن بالعطية محرم، بل هو كبيرة من الكبائر، يُبِطل الشكر، ويمحُ الأجر، ودليل على الدناءة، وسوء الخلق...!؟ قال تعالى: { الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذًى لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنْفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }.

قال الزين بن المنير: وجه الاستدلال من الآية أن الله تعالى شبه مقارنة المن والأذى للصدقة أو إتباعها بذلك بإنفاق الكافر المرائي الذي لا يجد بين يديه شيئًا منه، ومقارنة الرياء من المسلم لصدقته أقبح من مقارنة الإيذاء وأولى أن يشبه بإنفاق الكافر المرائي في إبطال إنفاقه.

قال القرطبي: قال جمهور العلماء في هذه الآية: إن الصدقة التي يعلم الله من صاحبها أنه يمن أو يؤذي بها فإنها لا تقبل، وقيل: بل قد جعل الله للملك عليها أمارة فهو لا يكتبها، وهذا حسن. والعرب تقول لما يمن به: يد سوداء، ولما يعطى عن غير مسألة: يد بيضاء. ولما يعطى عن مسألة: يد خضراء.

ألا تعلم يا عبداللطيف الكوردي بأن المن بالعطية من مساوئ الأخلاق...!؟

وقال القرطبي: المن يقع غالباً من البخيل والمعجب، فالبخيل تعظم في نفسه العطية، وإن كانت حقيرة في نفسها، والمُعجب يحمله العُجب على النظر لنفسه بعين العظمة، وأنه مُنعِم بماله على المُعْطَى، وموجب ذلك كله الجهل، ونسيان نعمة الله فيما أنعم به عليه.

وقال بعضهم: من منّ بمعروفه سقط شكره، ومن أعجب بعمله حبط أجره.

ويصدق عليك قول الشاعر:

أفسدت بالمنِّ ما قدمت من حسن  ***  ليس الكريمُ إذا أعطى بمنان

والله يا اباعبدالحق انت ومتعصبوك جعلتمونا نخجل من أنفسنا, يا هذا هؤلاء اخواننا والديار ديارهم والأهل أهلهم, وإن لم تسعهم كوردستان وسعتهم عيوننا وقلوبنا, وأقولها وبصراحة نحن قد قصرنا في حق هؤلاء الاخوة ولم نقم بالواجب, هذه حقيقة, لم نفعل لهم شيئا يذكر - مقارنة بمعاناتهم وما تعرضوا له - ، وثانياً ما المشكلة -إذا ذهبوا للأردن او إلى تركيا أو إذا قصدوا مدن الاقليم, فأغلبهم يصرفون من جيوبهم ومن مالهم الخاص.. ولست انت تصرف عليهم...!؟ والى الان لم نسمع أو نقرأ عن الاخوة النازحين اخبارا سيئة أو مذمومة... وإن كان لا يخلو أحد أو أية قومية او مدينة او قبيلة من نقص أو عيب لكني اتحدث عن النسبة الغالبة..

فاتق الله ولا تتحدث عن الاخوة المهجرين ولا تدخلهم في فتنتك.

ولا تمنّ عليهم بما لم تفعله واخجل من نفسك أصبحت عاراً على السلفيين, فلا تصبح عاراً على بني جلدتك الأكراد بهذه التصرفات... 

بل العكس؛ فالاخوة العرب -المهجرين- لم يتدخلوا ونصحوك وتواصلوا معك ، ودائماً كانوا ينصحون الطرفين بالصبر وبالتأني وبالاخوة وبالمحبة, وأقولها شهادة لله المشايخ [ حجي طالب - رائد آل طاهر - سعد النايف ] كانوا أحرص و وأرحم منك بالاخوة السلفيين وبالدعوة السلفية في كوردستان...

واستقرار الاخوة العرب وجلوسهم في كوردستان لم تكن بفضلك انت..!؟ بل بفضل اتباع سياسة الباب المفتوح للمهجرين التي انتهجتها حكومة الإقليم في كوردستان -طبعاً بعد فضل الله تعالى- فلا تمنَّ وتجعل الفضل كلها يعود إليك..

ولا تتهم الاخوة العرب بأنهم سعوا في الفتنة وفي التحريش لافساد الشباب وتفريق دعوتنا ووحدتنا, فهل - أنت -أبقيت دعوة..!؟ وهل أبقيت وحدة..!؟ وهل أبقيت إخوة..!؟ وهل أبقيت محبة..!؟

ولا تعير ولا تستخف بالبلدان والدول الأخرى والمناطق التي تجري فيها نزاعات أو لا أمن وأمان فيها, وأنت تعلم بأن مناطقهم كانت آمنة وكانت لهم دعوة وكانت أقوى من دعوتك فلا تبخس الناس أشيائهم..

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

سيروان الاشقر أربيل-كوردستان العراق